أخبار الاردن

الخلايلة: لم تتوقف “التراويح” بالمساجد إلّا بسبب كورونا

الشاهين الاخباري

قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، إن شهر رمضان المبارك، هو شهر القرآن، وإن الله جعل قدسيته وعظمته، مستمدة من قدسية وعظمة القرآن الكريم، الذي أنزله الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بنصوصه القطعية التي نتفق عليها جميعا، بثبوتها وورودها وتواترها.

وأضاف الخلايلة خلال استضافته في ندوة دينية بعنوان ” أهلا رمضان” عبر الاتصال عن بعد، نظمتها كلية الشريعة في جامعة جرش الأهلية، مساء أمس الأربعاء، أن الله عندما أنزل القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بدأ بأول آية “إقرأ باسم ربك الذي خلق”، مشيرا إلى أن القراءة ليست لذات القراءة، بل إن الأصل في الإنسان أن يقرأ ليفهم وليعمل ولتحصل الفائدة من هذه القراءة.

وأشار إلى أن القرآن الكريم الذي بدأ بـ”إقرأ” جاء في كثير من الآيات القرآنية التي تخاطب الإنسان لغايات التفكر والتدبر وتحفيز العقل والتفكير، لافتا إلى أن الله سبحانه وتعالى أطلق إلينا حرية التفكير والعقل.

وأوضح أن العلماء يقولون إن هجر القرآن يأتي على أنواع، فهناك هجر التلاوة، وهجر التطبيق وهجر تعلم أحكام القرآن الكريم، وهجر الفهم الصحيح للقرآن، فالقرآن الكريم حجة لنا أو علينا، ويأتي حجة لنا عندما يأتي شفيعا لأهله، مشيرا إلى أننا اليوم بحاجة إلى علماء وفقهاء يتميزوا بفهم كتاب الله تعالى والأحكام الشرعية والفقه الاسلامي، حتى يوجهوا الناس ويعلموهم أحكام دينهم.

وحول مئوية الدولة الأردنية التي بدأت عام 1921، قال إن أول مسجد تم إعادة بنائه وصيانته وترميمه بصفة رسمية بعد بناء الدولة الأردنية، هو المسجد الحسيني وسط البلد في العاصمة عمان، والذي بني بزمن سيدنا عمر بن الخطاب، ثم أعيد بناؤه بزمن الأمويين وكان يسمى المسجد الأموي، إلى أن جاء العباسيون وأسموه بالمسجد العمري، وبعد أن جاء الملك المؤسس عبد الله الأول وقبل أن يبني قصر رغدان، هدم المسجد القديم وأعاد بناء المسجد الحسيني.

وأشار إلى أن المسجد الداخلي يعود لعام 1921 الذي بناه الملك المؤسس، و في عام 1946 تم بناء الأروقة، وفي عهد جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، تم صيانة المسجد وإعادة ترميمه، وفي عهد جلالة الملك عبدالله الثاني تعرضت المكتبة في الطابق العلوي إلى حريق، وأعيد ترميمها، وهناك ترميم جديد للقبة السماوية وبعد المسجد الحسيني توالت رعاية المساجد، حتى أصبح اليوم في الأردن أكثر من 7300 مسجد.

وأشار الخلايلة إلى أن رمضان في الأردن له طابع مميز من التآلف والتآخي، وتبادل الأطعمة وصلة الأرحام حيث تقام صلاة التراويح في المساجد، مشيرا إلى أنه لم يسجل التاريخ الأردني بأن توقفت صلاة التراويح في المساجد إلا في هذا العام والعام الماضي في ظل جائحة كورونا، وهو شيء محزن.

وأشار إلى أن الأردن أطلق العديد من المبادرات التي تم تبنيها عالميا منها رسالة عمان وأسبوع الوئام وكلمة سواء، وهذا يأتي في ظل استيعاب الأردن للمفاهيم الإسلامية وحرية التدين وهو نهج القيادة الهاشمية، داعيا الله تعالى أن يرفع البلاء عن بلادنا والبلاد العربية والاسلامية والناس أجمعين لتعود الحياة إلى ما كنا عليه قبل الجائحة.

وحول قرار إغلاق المساجد، قال إن المسجد هو مكان مقدس ولا يمكن تشبيهه بسوق تجاري أو مول أو ما شابه ذلك، ولكن نحن في قرار الإغلاق نخضع لتوصيات لجنة الأوبئة، والأمر مرتبط بالمنحنى الوبائي، وتوصيات الجهات ذات العلاقة، مشيرا إلى أن عملية الإغلاق يوم الجمعة ليست على المساجد فقط إنما حظر شامل على جميع القطاعات ومنع الناس من الانتقال خلال فترة الحظر.

وأوضح الخلايلة أن قرار تعليق صلاة الجمعة أمر مؤلم بالنسبة لنا جميعا، وغير محبب بالتأكيد، إلا أن المصلحة العامة تتطلب ذلك، وأي قرار يتخذ يدرس يوميا ويتم مراجعته، وإذا ما تراجع المنحنى فإن أي قرار يتم إعادة النظر به.

ودار خلال الندوة التي أدارها عميد كلية الشريعة في جامعة جرش الدكتور عبدالله الوردات، نقاش موسع بين الحضور والوزير الخلايلة، حيث أكد المشاركون ضرورة إعداد جيل من الفقهاء يجتهدون ويكون لهم أثر في المسائل الاجتهادية التي تعالج قضايا العصر.

زر الذهاب إلى الأعلى